صدمة كبرى وسط الكيزان، و اتهامات منهم جديدة للبرهان، و تسريبات الصراع الداخلي للمؤتمر الوطني المحلول - الجزء الاول

مقال اليوم من المقالات التي كل ما افكر في كتابته.. أتوقف فيه ولا استمر واقول الي  نفسي لم يأتي وقت هذا المقال.. في محاولة مني أن لا اساهم في تعميق الأزمة حتي ينعم الشعب بتسوية تخفف له الأعباء الاقتصادية في حياته

اليوم لم يعد الاحتفاظ بهذه المعلومات وحجبها عن النشر في صالح الدولة المدنية التي نحلم بها.. لذلك قررت اليوم أن اكشف لكم معلومات مهمة في هذا المقال.. حتي نحدد ونفرض ملامح التسوية القادمة ونفرضها عليهم

البرهان مع مستر ظط 

الخطأ الكارثي

كل الدعم الدولي الذي تم للثورة السودانية كان مبني علي منهج وضعته بريطانيا واصبح استراتيجية لدول الترويكا للسودان ودولة جنوب السودان..والبرهان مهمته الأساسية أن ينفذ هذه الاستراتيجية مقابل استمرار الدعم له.. بما انها هي ترويكا ودول عظمي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية إضافة إلي النرويج.. تصبح علاقة جميع الدول الاخري بالسودان ومصالحها مبنية علي استراتيجية الترويكا

في ظل هذه الثوابت ظنت قوي إعلان الحرية والتغيير في ٢٠١٩ وهي كانت تعمل تحت ظل تجمع المهنيين السودانيين. إنها قادرة علي تمرير رؤيتها وصنعت لنفسها احلام وردية.. وللأسف لم تقرأ ثورة ديسمبر المجيدة بشكل صحيح.. لا علي المستوي الداخلي ولا المستوي الخارجي .. وظنت في نفسها انها قادرة بمجموعة التناقضات التي فيها والايدولوجيات انها تستطيع أن تعبر برؤية ينظر لها كل حزب في التحالف حسب منهجها وايدوليجيتها.. وهي في ظل هذا التوهان السياسي وقعت في خطأ تاريخي افقدها صداقة الترويكا بشكل حقيقي وهي إصرارها علي إبعاد الجبهة الثورية رغم المحاولات التي كانت حسيسة لتدارك هذا الخطأ بمفاوضات أديس أبابا بينها وبين الجبهة الثورية التي فشلت.. وبسببها تم التخطيط للمشهد الذي يعيشه السودان الآن

حميدتي مع مستر ظط

أدوار وطموحات

لم يكن من طموحات جبريل إبراهيم أن يكون وزيرا للمالية.. ولم يكن من طموحات مناوي أن يكون حاكما لإقليم دارفور.. حسب المعلومات التي وصلت إلي الترويكا قبل اتفاق السلام.. ان جبريل مدي طموحاته مجلس السيادة أو نائب رئيس مجلس الوزراء أو وزير وزارة مجلس الوزراء

اما مناوي شخصيته مبنية علي أن إدارة السودان في الخرطوم.. وأكبر دليل علي ذلك حتي الآن لم يقيم مناوي في دارفور اسبوع بشكب مستمر.. حيث الرجل كان يحلم بمجلس السيادة

ولكن بعد ان فشلت مفاوضات أديس أبابا.. وفشلت كل محاولات الجبهة الثورية لمشاركة السلطة مع قوي إعلان الحرية والتغيير.. تم التخطيط الي اتفاق في تشاد بين حميدتي ومناوي ثم خرج مناوي من الجبهة الثورية بموجب هذا الاتفاق الغير معلن..

في الحقيقة اكون كذاب لو قلت ليكم كل تفاصيل الاتفاق امتلكها.. لكن دعونا نكتشف من خلال الأحداث التي حصلت ملامح هذا الاتفاق.. خرج مناوي من الجبهة الثورية.. ثم قام بالتوقيع علي اتفاق سلام منفصل وقبل أن يكون حاكم لاقليم دارفور.. وتبني بنفسه خروج جبريل إبراهيم من قوي إعلان الحرية والتغيير واقنع مسار الوسط والشمال.. ثم عمل قحت٢ التي كانت مهمتها عمل اعتصام القصر الذي حدث بسببه انقلاب ٢٥ أكتوبر

اذا اتفاق انجمينا بين حميدتي ومناوي كانت مهمته الأساسية قلب الطاولة في الوقت المناسب ضد قوي إعلان الحرية والتغيير.. وهذا ما أغضب حزب الامة القومي علي وجه التحديد علي اساس ان الوثيقة الدستورية ٢٠١٩ اتبنت علي اتفاق سري بين الراحل الصادق المهدي وحميدتي... وانقلاب ٢٥ اكتوبر هو نهاية لاتفاق حميدتي وحزب الامة القومي

مستر ظط

مواقف في طريق البحث عن سلام

نعود الي اتفاق انجمينا في ظاهره هو اتفاق بين حميدتي ومناوي.. ولكن في باطنه الاتفاق يعبر عن مصالح الإمارات وفرنسا.. ولكن هذا الاتفاق اربكه رحيل الرئيس التشادي دبي.. وواضح أن ابنه يحلم بالاستمرار في الحكم ويرغب في كسب الشعب التشادي بغض النظر عن المصالح الخارجية.. لذلك نجد أنه أصبح يحاول أن يجد لنفسه منطقة وسطي وحاول أن يستعين بالبرهان حتي يوقف الخطة الفرنسية الإماراتية أو علي الاقل يصل معهم الي منطقة وسط.. وفتح أبوابه الي قطر التي حاولت أن تحقق للرئيس التشادي ما يحلم به وهو توقيع سلام مع المعارضة

كل ذلك لا يعني بريطانيا وأمريكا في شئ.. حيث كل اهتمامهم في معالجة فشل الدولة التي صنعوها وهي دولة جنوب السودا..  وحاولت الترويكا أن تفرض علي فرنسا والإمارات دعمها في خطتها وذلك بأن طلبت أن ملف السلام في جوبا يكون في يد حميدتي.. وسلام جنوب السودان كذلك في يد حميدتي.. وظلت تقدم الوعود والعهود للحركات في حالة توقيعهم علي السلام

مستر ظط 

اتفاقيات سرية

المكونات التي هي الآن في الجبهة الثورية.. استفردت بهم  المملكة العربية السعودية بتنسيق مع الترويكا..والتي حظيت في عهد المؤسس حمدوك مع ألمانيا علي الاستثمار في موانئ السودان.. في محاولة من حمدوك أن يوقف الصراع بين قطر والإمارات 

ولو رجعتوا بالذاكرة بتجدوا الهادي ادريس وحجر سافروا الي المملكة العربية السعودية مرات كثيرة.. وهنا يوجد اتفاق معهم.. ولكن مصالح الإمارات التي يقودها حميدتي اضعفت هذا الاتفاق بمحاولات حميدتي في شرق السودان التي كانت كلها خصما علي مسار الشرق.. هذا التقاطع أفرد اتفاق آخر بين مالك عقار مع الترويكا إذ الرجل وقف ضد مبادرة الإمارات في الفشقة بكل قوي

مستر ظط

البرهان كان يتفرج علي الصراع الدولي ومهتم جدا بصراعه مع قوي إعلان الحرية والتغيير.. وأحيانا يعمل أشياء ترضي مصر ضد إثيوبيا ثم يعود ليرضي حميدتي وإثيوبيا ويغضب مصر.. لكن عمل البرهان اتفاق وصنع حركات وهمية وفرضها في سلام جوبا حتي يوقف من خلالها خطة الترتيبات الأمنية التي تهدف إلي صناعة كتلة صلبة داخل القوات المسلحة تصنع من الحركات نظام عميق في الدولة خاصة حركات دارفور 

مواقف الاحزاب

لا أستطيع ان اقول قوي إعلان الحرية والتغيير تجهل كل هذه المخططات.. ولكن للأمانة لم تستوعب هذه المخططات الا بعد ٢٥ اكتوبر.. وللأسف لم تستوعب الا بعد ضياع اتفاق ٢١ نوفمبر.. حيث حمدوك بمبادرته التي طرحها حاول أن يشرح للأحزاب طبيعة الأزمة ولكن للأسف لم تفهم حاول أن ينقذها من التفكيك والضياع باتفاق ٢١ نوفمبر ولكن لم تستوعب ايضا

فشل الانقلاب بسبب قوة الشارع أربك المشهد السياسي والمخططات الدولية كلها.. وما زالت هناك فرصة أمام قوي إعلان الحرية والتغيير ليس للعودة الي السلطة أو تحقيق مكاسب لأن هذا أصبح مستحيل.. ولكن أمامها فرصة إفشال ما تبقي من اتفاق حميدتي ومناوي.. وإفشال اتفاق السعودية مع الهادي ادريس وحجر.. وافشال طموحات عقار في النيل الازرق.. وملامح فشلها ظهرت بالفتنة الأخيرة في الإقليم... ولكن سوف تخسر قوي إعلان الحرية والتغيير مسار الشرق وهو كان يمثل تحالف انتخابي مهم بسبب خلط الأوراق الذي تم في المشهد

خاتمة

هذا جزء بسيط من سلام جوبا وسوف اواصل في الجزء الثاني في المقال القادم الذي تم نشره الآن.. اضغط علي العنوان ادناه... 

 ( ازدواجية الترويكا في سلام جوبا وطموحات حميدتي والبركات)

قراءاتي للمشهد السياسي السوداني - مع تحياتي زاهـــــــــــــــر الــمـــنــــظــــــومــــــة الـــــعـــــالــــمـــــــي - مستر ظط