صدمة كبرى وسط الكيزان، و اتهامات منهم جديدة للبرهان، و تسريبات الصراع الداخلي للمؤتمر الوطني المحلول - الجزء الاول

وما هي خيارات المؤسسة العسكرية؟ ..البرهان يضعف أسهمه في الاستمرار رغم محاولاته رفعها بإستمرار

المنظومة - مستر ظط - وما هي خيارات المؤسسة العسكرية؟ ..البرهان يضعف أسهمه في الاستمرار رغم محاولاته رفعها بإستمرار

دعونا نلخص أن كل ما يدور في المشهد السياسي هو محاولات متكرره  بغرض فرض المكون العسكري وجوده لأنه يقوم بحماية الدولة العميقة.. وأي تغيير حقيقي سوف يطيح بالدولة العميقة الي مزبلة التاريخ.. من خلال هذه القاعدة دعونا ندخل في تفاصيل هذا المقال 

محاولات البرهان قبل الانقلاب

نجد ان البرهان منذ فض اعتصام القيادة حاول أن يقنع المجتمع الدولي انه غادر أن ينهي الثورة السودانية ويفرض سلطة الدولة ولكن بعد.. ٢٧ يوم من فض الاعتصام أعلن فشله في مخططه وعاد للشارع ثم يقوم بالتوقيع الوثيقة الدستورية

بعد التوقيع علي الوثيقة الدستورية اتبني البرهان منهج خنق الحكومة المدنية اقتصاديا حتي يقنع المجتمع الدولي بأن المكون المدني ليس لديه المقدرة علي إدارة الدولة

واستثمر البرهان مخطط انقلاب ٢٥ أكتوبر في سلام جوبا كما شرحت ذلك في مقال سابق.. وحاول أن يبني تحالف معلن مع الولايات المتحدة الأمريكية بخطوة التطبيع مع اسرائيل حتي يفك الارتباط بينه وبين سياسة النظام البائد رغم أنه هو امتداد للنظام البائد

تغطية تحليل نقد مع مستر ظط 

محاولات البرهان بعد الانقلاب

الرجل سطر وخطط لانقلاب ٢٥  اكتوبر ثم ظهر في مؤتمر صحفي بعد الانقلاب مباشرة ليقدم وعود الي الشعب والي المجتمع الدولي بأنه قادر علي تشكيل حكومة في أسبوع وتعيين رئيس قضاء ونائب عام في ١٠ إيام إضافة إلي تشكيل مجلس تشريعي من الثوار في شهر

فشل الرجل في كل ما وعد به حتي أجبره حمدوك المؤسس باتفاق ٢١ نوفمبر ولكن للأسف القوي السياسية لم تستوعب المشهد واضاعت فرصة ذهبية.. وتنازلات كبيرة قدمها العسكر أبرزها رمي هيبتهم علي الأرض وإعلان فشل انقلابهم

بعدها استمر البرهان في محاولة توليف حاضنة له بدأ محاولاته مع قوي إعلان الحرية والتغيير الميثاق الوطني ثم مجلس الحكماء ثم الحزب الاتحادي الديمقراطي ثم الحاضنة الاجتماعية.. كل هذه المحاولات فشلت

عاد البرهان ليرسم مخرج جديد حاول أن يدخل في تسوية سرية مع قوي إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي وفشلت ثم بعدها خرج بخطاب ليعلن خروجه من الحوار ويصمم مخرج له عبر مفهوم المجلس الأعلي للقوات النظامية

ودعم البرهان مخططه بفزاعة الأمن وظهرت مؤخرا أحداث النيل الأزرق التي لم تحدث قبل ذلك في الاقليم

تغطية تحليل نقد مع مستر ظط 

تقييم مخابراتي

لن تستطيع اي دولة عبر تقييم مخابراتي بأن يكون البرهان هو ضامن لمصالحها الا تكون دولة غبية.. فقط من خلال السرد المبسط أعلاه علما أن للرجل مواقف كثيرة مضحكة مثل المحاولات الانقلابية الفاشلة والمشهد البطولي المزيف في الفشقة وأحداث القتل في الشارع وتحمله للشرطة كل الانتهاكات إضافة إلي شخصيته الضعيفة التي عندما يكون في لقاء اعلامي يرتبك وينزل العرق من جبينه

في رأي أن البرهان اكمل كل المحاولات التي يقنع بها نفسه بأنه قادر لحكم السودان قبل أن يسعي الي إقناع المجتمع الدولي.. الرجل ظل يتخبط في سياساته وكل يوم يفقد كثير من الدعم الداخلي والخارجي.. حيث المره الوحيدة التي خاطب فيها حشد جماهيري وحتي وان كان بسيط قدم خطاب عنصري في ولاية نهر النيل أفقده دعم الحركات لأن ما استخدمه البرهان في خطابة يعتبر من أهم المواد التي ساهمت في تشكيل عضوية هذه الحركات وتمددها في المجتمع

من جانب آخر أظهرت كثير من المواقف مدي ضعف شخصيته امام حميدتي مما سوف يؤثر ذلك علي انخفاض دعمه داخل المؤسسة العسكرية التي ما زال بعض من هو فيها ينظر الي حميدتي بأنه العدو الاول للجيش السوداني

في ظل كل هذه المعطيات إذا استمرت في التصاعد ربما يفقد البرهان حق التنحي وننتقل الي سيناريوهات دموية أما انقلاب أو تصفية

تغطية تحليل نقد مع زاهـــــــــــــــر الــمـــنــــظــــــومــــــة الـــــعـــــالــــمـــــــي 

خيارات المؤسسة

قرار اختيار البرهان تم قبل سقوط عمر البشير.. بعد أن تم تعيينه مفتش للقوات المسلحة في فبراير ٢٠١٩ حتي يكون في التسلسل الأول في الصف الثاني للمكون العسكري.. وللأمانة لعب صلاح قوش دور كبير في هذا الترتيب وكان حلمه أن يدخل المجلس العسكري ثم يقود تسوية بنفسه مع القوي السياسية 

لا استبعد وجود عناصر تتبع لصلاح قوش داخل تحالف قوي إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي.. ولكن هذا الأمر غير مهم للتعمق فيه الآن.. المهم الآن نتعرف علي خيارات المؤسسة العسكرية 

تركيبة المكون العسكرى والاختلافات التي فيه لا تسمح أن يقدموا أحدهم كبديل للبرهان.. وهذا الموقف الصعب الذي تعيشه الآن المؤسسة العسكرية إضافة إلي أن عملية إيجاد بديل يضمن طموحات حميدتي والإمارات داخل المؤسسة العسكرية معادلة صعبة ومعقدة

بالتالي كل الخيارات يمكن  تلخيصها في معادلة الساعات الطوال التي كانت بعد سقوط البشير حتي تم اعلان خطاب "ابن عوف".. يؤشر ذلك الي أن تركيبة القوات المسلحة في موقف تاريخي محرج

تغطية تحليل نقد مع مستر ظط 

خاتمة

حاولت من خلال هذا المقال أن اضعكم في مشهد القرارات القادمة والتي سوف تبني علي كل ما تم ذكره في هذا المقال.. مما يعطي مؤشر واحد أن الأزمة السودانية السياسية وصلت إلي محطات صعبة جدا

صلابة الشارع وقوته وتمسكه بأهداف ثورته والصراع بين اللاعبين في المشهد الذي اضعفهم جميعا.. كل ذلك يجعل الحلول المتاحة أمام الآلية الثلاثية التي تتكون من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد في موقف تاريخي محرج 

قراءاتي للمشهد السياسي السوداني - مع تحياتي زاهـــــــــــــــر الــمـــنــــظــــــومــــــة الـــــعـــــالــــمـــــــي - مستر ظط